بعض الجمعيات و المال العام و تساؤلات الرأي العام المغربي

يتساءل الرأي العام المغربي في الداخل و في الخارج، عن العدد الكبير للجمعيات المغربية التي تستفيد من دعم مالي ضخم من المال العام من المملكة المغربية ، و من مختلف المؤسسات …

لكن يبقى التساؤل المحير لدى الرأي العام ، هل قامت الجمعيات المعنية التي توصلت بالدعم المالي من المال العام ، بواجباتها المنوطة بها ؟

و هل تقدم هذه الجمعيات كشفا دقيقا عن فواتيرها و لقاءاتها و عن المبالغ المتبقية و المستعملة ؟

و ماذا حققت من أعمالها؟ و هل فعلا ، نجحت بعضها في تحقيق الأهداف المنشودة ، حسب البرنامج المالي المعتمد ؟

اسئلة كثيرة تطرح اليوم حول بعض الجمعيات ، و خاصة التي تنتمي بعضها لبعض الأحزاب ، و التي لها من يزكيها من قريب أو بعيد …

فعندما يرى المتتبع و المهتم المغربي بالشأن العام ، الشباب ضائع ، بدون عمل ، و في الشوارع و السجون ، و بدون دراسة يتساءل العقلاء عن دور بعض الجمعيات ، ..و عندما يرى المواطنون أن المخدرات منتشرة و الإدمان يحطم عائلات …يتساءل المواطن أين الجمعيات المعنية…

و عندما يرى المتتبع و المواطن المهتم ، مئات الجمعيات تهتم بحماية المستهلك ، و الاسعار في تصاعد خاصة مع فصل الصيف ، فإن الاسئلة تتكاثر عن أين دور الجمعيات ؟

و عندما يرى المواطن المهتم الغيور عن وطنه ، أن بعض المرضى يتجولون في شوارع المدن و هم في حاجة إلى من يتكفل بهم و يهتم بهم ، يتساءل المواطن الغيور عن دور الجمعيات …

و عندما يقوم المواطن المهتم الغيور عن وطنه بتحقيقات ميدانية في داخل المغرب ، و يعثر على بعض اصحاب الجمعيات ، و بعضهم يركب سيارات فاخرة ، و في أملاكه فيلات فاخرة ، و ضيعات فاخرة ، و مشاريع مشتبه في مصادرها في الداخل و الخارج … يبداً المواطن الحر يفكر و بتأمل و بحيرة و يتساءل أخيرا:

ان الدولة المغربية تقوم بواجبها و تعطي الدعم للجمعيات ، لكن بعض الجمعيات يهمها المال و ليس الأعمال و العمل للصالح العام …

و ما يقوم به مجلس الحسابات اليوم من تحقيقات فهي جواب لتساؤلات المواطن و الدولة و نزهاء الوطن …

فكل من تلاعب بالمال العام من بعض الجمعيات ، فهو عدم احترام المملكة المغربية و ما تقوم به من مجهودات جبارة في دعم مشاريع مختلفة ، و من يتلاعب بالمال العام من بعض الجمعيات ، فهو عدم احترام للخطب الملكية السامية ، و عدم احترام الدستور المغربي ، و حتى بعض الجمعيات التي تتلاعب بالمال العام لا تحترم حتى قوانين دول الإقامة و تتلقى الدعم المالي من دول الاقامة و من المغرب ، و هذه أمور غير مقبولة على الإطلاق و تشوه صورة العمل الجمعوي النزيه و الديمقراطي …

فحماية المال العام هي مسؤولية الجميع ، و من يحمي المال العام ، و ينفقه في الصالح العام ، هو احترام للخطب الملكية السامية ، و احترام للدستور المغربي و احترام للقوانين الدولية ، و أخلاق عليا و ضمير مسؤول..

إن المجلس الأعلى للحسابات يقوم بدور جبار في تنقية العمل الجمعوي ، و في انتظار ان تتحرك الصحافة الاستقصائية الحرة للمساهمة في حماية المال العام ، و ذلك بتسليط الأضواء على دور سيادة القانون ، و الاهتمام بالعمل الجمعوي الصادق الذي يخدم الصالح العام و يحترم أهداف الوطن و المواطن و مجهودات المملكة المغربية التي تقوم بها في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه و نصره..

افتتاحية صوت المغرب الحر نيوز

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز