من يستفيد من مقالع الرمال؟

عاد الجدال حول مقالع الرمال ، و كل سنة نسمع عن قوانين عن اجراءات عن جدية في التعامل مع هذا الملف الثقيل…

لكن يجب ان نطرح سؤالا عريضًا: من يستفيد من مقالع الرمال؟

الجواب على هذا السؤال يكفي ان يقوم المواطن بجولة بالقرب من احدى المقالع و سيرى بام عينيه من يستفيد ، و قبل وصوله للباب الحديدي و بجانبه عساس ، سيتفاجىء المواطن بعدد الشاحنات التي تخرج و تدفع الثمن نقدًا و بونا، و عندما تسال الحارس سيحقق معك اولا ثم يجيبك بجواب يجعلك تدير ظهرك و ترجع و انت حائرا متسائلا…

انا شخصيا و قبل 23سنة من الان قمت بتحقيق بسيط حيث زرت احدى المقالع الرملية و بالصدفة كان صاحب المقلع موجود ، و من حسن حظي ان الذي رافقني الى المكان هو ابن المنطقة و معروف …تبادلنا التحية مع صاحب المقلع و تبين انه ابن الجنرال الفلاني…

اكملنا جولتنا و وقفت على الاليات التي تستخرج الرمال الذهبية من الشاطئ ، و الشاحنات تنتظر ، و صاحب المقلع صحبة الحارس يراقبان كل حافلة و رقمها و يحصلون على الثمن المخصص لكل حافلة….

تستمر الاليات و هي تملأ الشاحنات المتوقفة ، بدون توقف .. فريق يشتغل بالنهار و اخر يشتغل بالليل…

نهارا و ليلا و الرمال تحول الى اموال ثم الى البنوك….

لكن ماذا يستفيد المواطن المغربي من هذا؟

ان هذا الريع الذي يمنح لكن من لديه السلطة و الجاه و المنصب الاعلى و المال، يبقى بدون محاسبة و بدون مساءلة و بدون تحقيق، رغم وجود مؤسسات الدولة و هي معنية و مسؤولة اولا بتفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة…و المراقبة و تحديد المسؤوليات ، و محاربة الفساد…

ان استنزاف الرمال الشاطئية جريمة بيئية اولا ثم استغلال المقالع من طرف اهل المناصب ريع اقتصادي خطير، و عدم تقنين و عدم استفادة المواطن من مداخيل هذه المقالع الرملية التي تدر يوميا الملايين من الدراهم ، يطرح اكثر من سؤال حول دولة المؤسسات ، و حول فعاليتها و حول اين الدولة؟

افتتاحية صوت المغرب نيوز