لماذا لا تستفيد الدولة من أبنائها و شبابها ؟
- مدير النشر
- 1 أكتوبر
- 3 دقيقة قراءة
ا

رفض كل أشكال العنف، كما أطالب من جلالة الملك محمد السادس شافاه الله، التدخل عاجلا لإطلاق سراح الشباب السلمي المعتقل ، و فتح حوار معه ، و إقالة الحكومة و محاسبة المسؤولين الفاسدين الذين لم يحترموا توصيات جلالة الملك و الدستور و الحقوق و اهملوا الصحة و التعليم .. لا للعنف !
في الوقت الذي خذل السياسيون و خذلت الأحزاب المواطنين المغاربة ، في حماية أهم الحقوق و هي الصحة و التعليم و الشغل و السكن ، و رغم خطب الملك و توصيات الملك و المشاريع الملكية ، لم تستطيع الحكومات المتعاقبة على الحكم بجانب الملك تفعيل ما أمر به جلالته منذ أن تولى عرش المملكة ، و لم تستطيع الحكومات الوفاء بإلتزاماتها و وعودها الانتخابية ، بل تم إهمال الصحة و التعليم و تصاعدت البطالة و هدم السكن ، رغم أن الدستور يضمن الحقوق و الملك دستوريا هو حامي الحريات و الحقوق …
و في الوقت التي تعاني بعض الدول المتقدمة من شيخوخة مجتمعاتها ، و تشجع على الولادة و تهتم بالشباب لأنه المستقبل ، ففي المغرب فشلت السياسات العمومية رغم وجود تطور ملحوظ في الطرق السيارة ، و في البنيات التحية لبعض المناطق ، إلا انه تم إغفال الاستثمار في العنصر البشري في المواطن المغربي ، و خاصة في الشباب …
إن مطالب الشباب اليوم التي يستجاب لها بالاعتقال لايحل مشاكل الشباب ، و لا يعطي صورة جيدة عن حقوق الإنسان في المغرب، بل يعطي طابقا جاهزا للدعايات الدولية لاستعمالها ضد وطننا …
فلماذا لا تستعمل الدولة المغربية و جميع مؤسساتها شبابها الذي ولد في عالم التكنولوجيا و استعمال الهواتف النقالة و الرقمنة ، و أضحت متنفسه و ضرورية في حياته اليومية كالماء و الطعام… فلا يمكن لهم العيش دونها ، و لا يعرفون إلا الجدية و المعقول …
تصوروا معي شاب لا يتجاوز عمره عشرين سنة ، يستيقظ ويعرف أن أباه مريض و لا يستطيع مساعدته خاصة إذا كان من الأسر الفقيرة ، و هو يسمع في التلفاز انه تم تدشين المستشفيات لكن عندما يرافق أباه المريض يتلقى الصدمة و عندما يذهب للتحصيل في المدرسة العمومية يتلقى الصدمة ، و عندما يذهب بحثا عن شغل مؤقت يتلقى الصدمة و الإستغلال…وهو الذي يجوب العالم بهاتفه كل ثانية ، و يحسن التواصل و يبحث عن حلول ، و يرى أن العالم المتقدم لم يعد يفتح أبوابه في وجه الفقراء ، فماذا يفعل هذا الشاب المغربي ؟
سيبدأ بالتساؤل عن انتمائه عن حقوقه و حرياته ، و هكذا إذن يخرج بتدوينة ثم فيديو ثم يجد الكثير مثله ، ويتكتلون عبر العالم الافتراضي، و يوجهون رسائل للدولة سلمية ، لكن لا من يجيب ؟
و خاصة إذا كان السياسي لا يجيب و المسؤول الجالس على كرسي مكيف و ابناؤه يدرسون في باريس ، لا يجيب ، و لا احد يجيب؟ فماذا تنتظرون من هذا الشباب ؟
و لماذا لا يستفيد المغرب منهم بمشاريع إلكترونية و تكنولوجية و دمجهم في مؤسسات الدولة و في الجماعات المحلية و القروية و في الشرطة و في الدرك و في المعامل لكن مع احترام حقوقهم و على الاقل مساعدتهم بمنح مالية لاستكمال دراستهم و تشغيلهم مباشرة في نفس القطاعات التي تدربوا فيها ، و هكذا اذن ستستفيد الدولة و يستفيد الشباب …
لماذا تم ترك الشباب و الأمن في مواجهات مفتوحة، و من يريد أن يغير صورة الأمن التي اكتسبها لسنين بفضل المجهودات الجبارة التي قام بها الساهرون على الأمن ، حتى اصبحت المدرسة الأمنية مفخرة لنا في الداخل و في الخارج ؟
لماذا التزمت الحكومة الصمت و لم تتحرك و تجلس مع الشباب في الشارع عبر ممثليها و تناقش مشاكلهم بصدق ؟
لماذا ترك الأمن وحده و الشباب وحدهم بين المد و الجزر ؟ لماذا يتم توقيف شباب خلال تصريحاتهم للصحافة من أعطى الامر للقيام بهذا؟ إلا يعرف من أعطى الأمر أن الصور ستتناقلها وسائل الاعلام الدولية ؟ من يريد زرع الفتنة من الداخل ؟ من يعمل على زحزحة الثقة بين الشباب و وطنهم ؟
إن الشباب السلمي طالب باسقاط الفساد ، و لم يطالب بإسقاط الملكية ، بل يحب الملكية و واع كل الوعي ان الملكية هي الضامن للاستقرار ..
و بصفتي صحفي مغربي في الخارج ، أدعم الدفاع عن الحقوق والحريات بسلمية ، و ادعم من يحترم الملكية و من يؤمن بثوابت مملكتنا المغربية ، كما ادعم التظاهر السلمي ، و اندد بكل أشكال العنف …
أين مشاريع الشباب التي دشنها جلالة الملك حفظه الله؟ و لماذا لم تعطى الاولية القصوى للشباب و هو يشكل هرما مهما في البنية الديمغرافية للمملكة المغربية ؟
لقد عمل السياسيّون و بعض المنتخبين و بعض المسوؤلين الفاسدين على التلاعب بثروات الوطن ، و أهملوا حقوق المواطن من صحة و تعليم و شغل و سكن لائق، و اليوم يتلاعبون بالثروة اللاراسمالية ، البشرية و خاصة ثروة الشباب و لا يستثمرون فيها ، بل يحطيمونها كما حطموا ثروات الوطن ، فلماذا لا تستفيد الدولة من أبنائها و شبابها ؟
افتتاحية صوت المغرب الدولي
عن سعيد مصلوحي
.jpg)



تعليقات