الفساد في المغرب تجاوز كل الحدود ، و الفاسدون متحكمون في ثروات الوطن..

ملكية عريقة، شعب مضياف و عريق و عظيم و صبور، موقع جغرافي جميل بين البحر المتوسط و المحيط الأطلسي ، جسر رابط بين القارات و خاصة الأوروبية و الأفريقية و الأمريكية، واجهة متوسطية و أطلسية، خيراته متنوعة من الفوسفاط إلى الذهب و إلى ثروات في البر و في البحر متعددة ، اغلب سكانه شباب في عمر الزهور …

انني اتحدث عن المغرب اجمل بلد في العالم ، بالفعل، لكن و للأسف الشديد، يتعرض هذا البلد العريق، و يتعرض شعبه الكريم ، ويتعرض كلّ شيء جميل فيه لفساد ممنهج أتى على الاخضر و اليابس…

في مغرب اليوم اصبح الفساد المستشري ينخر جميع القطاعات العمومية و الخاصة و الوطنية،و ثروات البلاد تنهب في واضحة النهار، و المسؤول الاول على البلد الملك محمد السادس يتساءل عن اين الثروة، و الشعب يتساءل هو كذلك اين الثروة، و الشعب يعيش في احلك أيامه ، لا مستشفيات في المستوى ، و لا شغل و لا سكن لائق و لا توزيع عادل للثروة…

حتى الماء الذي جعل منه الخالق كل شيء حي، أصيب بالفساد نظرا لاستهلاكه بطرق غير مقننة ، و خاصة من طرف المسؤولين على القطاع، بحيث هكتارات الكولف تتطلب الماء و لافوكا تتطلب الماء و برنامج المغرب الاخضر الذي اصبح صاحبه رئيسا للحكومة ، استنزف الفرشة المائية و لم يستفيد المواطن المغربي حتى من الاكتفاء الغذائي …

اليوم نسمع من هنا و هناك ، قضية اسكوبار الصحراء، بعض أبطالها في السجن، قضية اختلاس المال العام، بعض أبطالها في السجن، سرقة أطفال من المستشفى بعض أبطالها في التحقيق، وزير في السجن، و برلماني في السجن ، و امني في السجن ، و نائب وكيل الملك في السجن، و طبيبة في السجن…بسبب الفساد

لكن هل هناك ارادة حقيقية لمواجهة الفساد من طرف المؤسسة الملكية والحكومة والاحزاب؟

هل هناك ارادة حقيقية لمحاربة الفساد من داخل مراكز القرار كالقصر و الوزارات و المجالس العليا ؟

كيف يمكن لبرلمان ان يقوم بواجبه و رئيسه مثقل بملفات في المحاكم؟ و كيف لبرلمان ان يقوم بدوره و بداخله فاسد كان يشتغل بسفارة المغرب بالسويد و ادخله لوبي الفساد ليحميه في البرلمان من المتابعة و أوجدوا له كرسيا وظيفيا ليستمر في فساده؟

كيف ان يستمر البرلمان المغربي مفتوحا و تلاثة من نوابه مشبوهون بقضايا فساد…؟

كيف يمكن محاربة الفساد و قانون من اين لك هذا ، رفضه السياسيون و رفضته الاحزاب، و لجمه البرلمان؟

كيف ان يسير المغرب و معظم اروع الشباب الصالح الذين دافعوا عن الحقوق والحريات يقبعون في السجن بسبب تواطئ النخب الحزبية عليهم…

كيف ان يسير المغرب و غياب المبدا الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة…؟

كيف ان يسير المغرب نحو الديمقراطية و ترواثه الفوسفاطية لا يستفيد منها المواطن؟

كيف ان يصبح المغرب بلد الحقوق و الحريات و كل من فضح المسؤولين الفاسدين يكون مصيره السجن، و يكرم الفاسد و يرقى إلى منصب احسن؟!

كيف للمغرب ان يصبح ديمقراطيا ، و اكثر من ستة ملايين من مواطنيه مشتتون في العالم من اجل حياة احسن و من اجل العيش الكريم؟

و في داخل المغرب ثلة و حفنة تتحكم في خيرات البلاد و تتحكم في البلاد و العبادو تنهب الثروات و تعاقب المواطنين ان اتحدوا، و تسجن المواطنين ان تكلموا؟

و جعلت هذه الحفنة المتحكمة من أفراح المواطنين صناديق ، و من احزان المواطنين صناديق جمعوا فيها الملايير و تركوا الشعب ينتظر…

و من المؤسسات البنكية العالمية اقترضوا الملايير باسم الشعب من اجل التنمية و تركوا الشعب ينتظر…

و التزموا الصمت و تركوا قضايا الشعب عالقة و تركوا المواطنين يموتون امام المستشفيات و هم تلك الفئة المتحكمة إذا مرضوا يذهبون الى المستشفى العسكري او إلى لندن او باريس او امريكا…

انهم لم يستطيعوا توفير الحماية للمرأة المغربية و الشغل لها فوقعوا صفقات مع اسبانيا لارسال النساء للعمل في الفراولة في اوسخ الظروف…

و لم يستطيعوا ابقاء الاطباء المغاربة في بلدهم الام ، بل هجروهم و اغلقوا باب الحوار معهم و تركوهم يحملون حقائبهم و يرحلون للخارج…

لم يستطيعوا حل مشاكل التعليم لانهم لايريدون ان الشعب يتعلم و يتعلم و يتعلم…

هكذا اذن يقتل الفساد المستشري في المغرب كل شيء جميل و يجمد القلوب و يجعل المواطن يتساءل : إلى متى سيستمر الفساد المستشري يقتل المغرب و الشعب و ينهب ثرواته بدون محاسبة و بدون مساءلة….

افتتاحية صباح الخير يا وطني

وكالة صوت المغرب للانباء