أمين"الناتو يدعو إلى تفتيش عاجل لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية بأوكرانيا
- مدير النشر
- 17 أغسطس 2022
- 4 دقيقة قراءة

رجال إنقاذ أوكران يجرون تدريبا على كيفية التعامل في حال وقوع تفجير نووي (أ ف ب)
دعا الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الأربعاء الـ17 من أغسطس (آب)، الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إجراء تفتيش عاجل في محطة زابوريجيا للطاقة النووية بأوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا، بينما تتكثف الضربات والاشتباكات في محيطها.
واستولت القوات الروسية على المحطة النووية الأكبر في أوروبا مطلع مارس (آذار) في بداية الحرب على أوكرانيا. ومنذ الخامس من أغسطس، تتبادل كييف وموسكو اتهامات بشن ضربات، في حين حصلت عمليات قصف بالقرب من مخزن لمواد مشعة، كما أدت عملية قصف أخرى إلى إغلاق مفاعل بشكل تلقائي.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي إن استيلاء العسكريين الروس على الموقع "يشكل تهديداً خطيراً للأمن ويزيد من خطر وقوع حادثة نووية. من الضروري السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش وضمان انسحاب جميع القوات الروسية".
وشدد بعد اجتماع مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على أن السيطرة الروسية على زابوريجيا "تعرض للخطر شعب أوكرانيا والدول المجاورة وكذلك المجتمع الدولي".
كارثة نووية
وأدت الضربات التي استهدفت المحطة أخيراً وأثارت مخاوف من حدوث كارثة نووية، إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي. وطالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي بإرسال بعثة إلى الموقع "في أقرب وقت ممكن" لتفتيشه.
واتهمت روسيا دوائر الأمم المتحدة بمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إتمام مهمتها. وعارضت أوكرانيا من جهتها هذه المهمة، معتبرة أن ذلك سيضفي شرعية على الوجود الروسي في نظر المجتمع الدولي.
في السياق، حذر وزير الداخلية الأوكراني دنيس موناستيرسكي من أن على أوكرانيا أن تستعد لـ"جميع السيناريوهات" في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتستهدفها بقصف متكرر، على حد قوله.
وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات في شأن عمليات القصف التي طاولت أكبر محطة نووية في أوروبا الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي منذ مارس، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في أوروبا.
وقال موناستيرسكي خلال زيارة لزابوريجيا، المدينة الجنوبية الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومتراً من هذه المنشأة "لا أحد كان يمكنه أن يتوقع أن تقصف القوات الروسية مفاعلات نووية بالدبابات، هذا أمر غير مسبوق".
بعد حضور تدريبات على الإسعافات الأولية في حال وقوع حادثة نووية، قال "يجب أن نستعد لجميع السيناريوهات المحتملة"، متهماً موسكو بأنها "دولة إرهابية. طالما أن روسيا تسيطر على محطة زابوريجيا النووية، هناك مخاطر كبرى".
وشارك عشرات من المسعفين الأوكرانيين في هذه التدريبات تحت شمس حارقة كما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء. ونفذوا تمرينات وهم مزودون بملابس وأقنعة واقية من الغازات على إجلاء الجرحى وتطهير مركبات ملوثة.
وقدر رئيس شركة Energoatom النووية الأوكرانية بترو كوتين أن في المحطة ما يصل إلى 500 جندي روسي، إضافة إلى نحو خمسين مركبة عسكرية بينها مدرعات ودبابات.
وقال كوتين، المدير السابق لهذه المحطة "الأسوأ هو أنهم نشروا هذه المركبات خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية في غرفة المحركات للوحدتين 1 و2" حيث يتم إنتاج الكهرباء.
وتتهم أوكرانيا موسكو منذ أسابيع بتخزين أسلحة ثقيلة في محطة زابوريجيا واستخدامها قاعدة لشن ضربات على مواقع أوكرانية. كما أكدت إطلاق القوات الروسية النار على المحطة التي تحتلها لاتهام كييف بهذا القصف.
من جانبها، تجزم روسيا بأن كييف استهدفت بشكل متكرر، بما في ذلك باستخدام مسيّرات، المحطة النووية مما تسبب في نشوب حرائق.
قائد جديد للأسطول الروسي
في سياق آخر، ذكرت وكالة أنباء رسمية اليوم أن موسكو عينت قائداً جديداً لأسطولها في البحر الأسود الذي يتخذ من شبه جزيرة القرم مقراً له بعد سلسلة انفجارات هزت شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014 وكان ينظر إليها في السابق على أنها قاعدة خلفية آمنة لحربها في أوكرانيا.
واتهمت موسكو من وصفتهم بالمخربين بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في مستودع للذخيرة في شمال شبه جزيرة القرم، الثلاثاء. وقالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن أعمدة الدخان شوهدت في وقت لاحق تتصاعد من قاعدة عسكرية روسية ثانية في وسط شبه جزيرة القرم.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن الانفجارات لكنها لمحت إلى ذلك. وتشير قدرة أوكرانيا على ما يبدو على شن هجمات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، إما بنوع ما من الأسلحة أو بالتخريب، إلى تحول في الصراع، بخاصة أن انفجارات دمرت طائرات حربية في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصادر قولها إن موسكو عينت قائداً جديداً لأسطولها في البحر الأسود بدلاً من إيغور أوسيبوف، وإنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.
وإذا تأكد ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون واحدة من أبرز عمليات الإقالة لمسؤول عسكري خلال قرابة ستة أشهر منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير (شباط).
ففي أبريل (نيسان)، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسة "موسكفا" بصواريخ "نيبتون"، مما تسبب باشتعال النيران فيها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عاماً.
طريق إمداد مهم
توفر شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا عام 2014 وحصنتها منذ ذلك الحين، طريق الإمداد الرئيس للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حيث تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين على الابتعاد عن القواعد العسكرية ومخازن الذخيرة الروسية. وقال إن الانفجارات ربما تكون لها أسباب مختلفة، بما في ذلك عدم الكفاءة.
وأضاف في كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء "لكنهم جميعاً يقصدون الأمر ذاته: تدمير قدرات المحتلين اللوجستية وذخائرهم ومعداتهم العسكرية وغيرها من المعدات ومراكز القيادة، وإنقاذ أرواح شعبنا".
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الأربعاء، إنه اعتقل ستة أعضاء ينتمون لما وصفها بخلية إرهابية إسلامية متشددة في شبه جزيرة القرم، على الرغم من أنه لم يذكر ما إذا كان يشتبه في تورطهم بالتفجيرات.
وأغلق أسطول البحر الأسود موانئ أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى تعطيل صادرات الحبوب الحيوية، التي بدأت أخيراً بالتحرك مرة أخرى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
وتسببت الحرب في فرار الملايين من ديارهم ومقتل الآلاف وعمقت الخلاف الجيوسياسي بين الغرب وروسيا، التي تقول إن الهدف من عمليتها هو نزع سلاح جارتها وحماية الناطقين بالروسية.
وتتهم أوكرانيا، التي تحررت من حكم موسكو عندما تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، روسيا بشن حرب توسعية.
في سياق متصل، قال بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، التي شهدت بعض أعنف المعارك، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، إن مدنيين اثنين قتلا وأصيب سبعة في قصف روسي خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأمرت الحكومة الأوكرانية بعمليات إجلاء جماعي في دونيتسك.
.jpg)



تعليقات