top of page

قراءة في الخطاب الملكي: خطاب الحكمة و رسائل للمسؤولين

  • مدير النشر
  • 11 أكتوبر
  • 3 دقيقة قراءة
ree


وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الجمعة، خطابا ساميا إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.

و يعتبر هذا الخطاب الملكي السامي خطاب الحكمة و التبصر وخطاب يدعو فيه جلالته المسؤولين جميعهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطنين ، و حماية الحقوق و الحريات و العمل بالجدية المطلوبة و التواصل مع المواطنين ..

و حمل الخطاب الملكي السامي رسائل واضحة لكل من موقعه ، و كانت أهم رسالة وجهها جلالته فهي للمسؤولين و للمجتمع المدني و الأحزاب و لوسائل الإعلام ، لتأطير المواطنين ، حيث قال جلالة الملك : "ينبغي إعطاء عناية خاصة، لتأطير المواطنين، والتعريف بالمبادرات التي تتخذها السلطات العمومية، ومختلف القوانين والقرارات، لا سيما تلك التي تهم حقوق وحريات المواطنين، بصفة مباشرة.

   وهذه المسألة ليست مسؤولية الحكومة وحدها، وإنما هي مسؤولية الجميع، وفي مقدمتهم أنتم، معشر البرلمانيين، لأنكم تمثلون المواطنين.

   وهي أيضا مسؤولية الأحزاب السياسية والمنتخبين، في مختلف المجالس المنتخبة، وعلى جميع المستويات الترابية، إضافة إلى وسائل الإعلام، وفعاليات المجتمع المدني، وكل القوى الحية للأمة.".

و في رسالة بالغة الأهمية جوابا على مطالب الشباب ، دعا جلالة الملك حفظه الله المسؤولين و الساهرين إلى إعطاء الأولوية القصوى للاهتمام بالشباب و توفير الشغل لهم و الاهتمام بالتعليم و بالصحة و تشجيع المبادرات ، و في هذا السياق قال جلالته : "ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالقضايا الرئيسية، ذات الأسبقية التي حددناها؛ وعلى رأسها تشجيع المبادرات المحلية، والأنشطة الاقتصادية، وتوفير فرص الشغل للشباب، والنهوض بقطاعات التعليم والصحة..".

كما أكد جلالته في رسالة دعوة من داخل خطابه السامي لتفعيل المبدأ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة ، و مواجهة كل من يعطل مصالح المواطن و المواطنين و الاستثمارات بالقانون ، حيث قال جلالته: .." وفي هذا الصدد، ندعو الجميع، كل من موقعه، إلى محاربة كل الممارسات، التي تضيع الوقت والجهد والإمكانات؛ لأنه من غير المقبول التهاون في نجاعة ومردودية الاستثمار العمومي.".

كما نبه جلالة الملك المسؤولين المعنيين إلى الاهتمام بالمناطق المختلفة وخاصة تلك المقصية من التنمية ، و وضع جلالته الأصبع على ما يعرفه المغرب المنسي و خاصة القرى و الجبال و الواحات ، و تنمية الساحل من اقصاء و تهميش ، و قال جلالته في هذا الخصوص :

"- أولا: إعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة، بما يراعي خصوصياتها، وطبيعة حاجياتها، وخاصة مناطق الجبال والواحات.

   فلا يمكن تحقيق التنمية الترابية المنسجمة، بدون تكامل وتضامن فعلي بين المناطق والجهات.

   وقد أصبح من الضروري، إعادة النظر في تنمية المناطق الجبلية، التي تغطي 30 % من التراب الوطني، وتمكينها من سياسة عمومية مندمجة تراعي خصوصياتها، ومؤهلاتها الكثيرة.

   - ثانيا: التفعيل الأمثل والجاد، لآليات التنمية المستدامة للسواحل الوطنية، بما في ذلك القانون المتعلق بالساحل، والمخطط الوطني للساحل.

   وذلك بما يساهم في تحقيق التوازن الضروري، بين التنمية المتسارعة لهذه الفضاءات، ومتطلبات حمايتها وتثمين مؤهلاتها الكبيرة، ضمن اقتصاد بحري وطني، يخلق الثروة وفرص الشغل.

   - ثالثا: توسيع نطاق برنامج المراكز القروية الناشئة، باعتبارها آلية ملائمة، لتدبير التوسع الحضري، والتخفيف من آثاره السلبية.

   ومن شأن هذه المراكز الناشئة كذلك، أن تشكل حلقة فعالة، في تقريب الخدمات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، من المواطنين بالعالم القروي.".

و هكذا إذن ، إن جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، و بصفته حامي الحقوق و الحريات ، و المسؤول الاول على أمن و استقرار الوطن ، و هو الممثل الأسمى للأمة و في خطابه لممثلي الأمة اعطى جلالته الاهتمام لأولويات المواطنين و الوطن و رسم خارطة طريق واضحة المعالم و لكل من موقعه لتحمل المسؤولية من أجل مغرب يتسع للجميع و من أجل تنمية تشمل جميع المناطق و تدمج جميع المواطنين و خاصة الاهتمام بالحقوق و الحريات، و التنمية المستدامة، و الصحة و التعليم و توفير الشغل للشباب، و خطاب جلالته هو خطاب حكمة و رسائل للمسؤولين ..

افتتاحية صوت المغرب الدولي

عن مدير نشر صوت المغرب الدولي

سعيد مصلوحي

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page